شهر رمضان المبارك إنّ أفضل الشهور عند الله عز وجل هو شهر رمضان الكريم، حيثُ يتقرب العبد إلى ربه، ويُكثر من عمل الخير، ولا يكف عن التسبيح ليل نهار، كما تتضاعف الحسنات في شهر رمضان، وتُفتح أبواب الرحمة على أوسع قدر، فيسارع التائب إلى ربه بالاستغفار، وعلى الرغم من المكانة الروحية والدينية الجليلة لشهر رمضان إلا أنّ بعض الأشخاص يُضيعون الأجر والثواب الكبير فيه، لذا في هذا المقال سنُقدم بعض الأمور التي يمكن القيام بها حتى لا يضيع رمضان.
عبادات تؤدى حتى لا يضيع أجر رمضان - الحرص على الأذكار صباحاً ومساءً، والإكثار من الاستغفار، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في جميع الأوقات، سواء في الليل أم النهار.
- عدم إضاعة شهر الخير في السهر حتى موعد السحور بدلاً من قيام الليل بقراءة القرءان، وذكر الله، والدعاء والتذلل إلى الله.
- دعوة الله لتحقيق منافع في الدنُيا والآخرة، فقد تجعل المصائب الشخص ضيق الأفق أحياناً، ويُركز على حاجته الدنيوية فقط، مع تجاهل أو تناسي أمر الآخرة دون قصد في الدعاء، لذا من المُحبب أن يدعو الإنسان لأمر دنيوي، لُيخفف الله عليه همه، أو يقضي له أمراً ما، أو يشفيه من المرض، وغير ذلك من حاجات العبد الكثيرة في حياته الدنيا، إلى جانب الدعوة بالرحمة يوم العرض على الله يوم الحساب، وإكرام العبد برؤية وجهه الكريم، وغفر ذنوبه، وتثبيته عند السؤال، وجمعه بالأنبياء والصالحين.
- التمسك بالصيام إلا في حال وجود عذر شرعي، حيثُ يُصادف شهر رمضان في بعض الأحيان فصل الصيف، ومواسم ارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما يزيد صعوبة الصيام في بادئ الأمر، لكن على الشخص أن يعرف أنّ مشاق الصيام تزيده حلاوة، كما يتضاعف الأجر عن الله، فبعض الأشخاص يُعرِضون عن صيام بعض الأيام لأنّهم يشعرون بالعطش مع أنّهم يتمتعون بوضع صحي جيّد، ولم ينصحه الطبيب بالإفطار أو تقليل أيام الصيام مما يعدّ من أكبر الكبائر، لذا ولتخفيف الإنسان شعوره بالعطش عليه بشرب كميات جيدة من الماء خلال فترة الإفطار، إلى جانب اعتماد وجبة غذائية ترطب الجسم خلال السحور، مثل فواكه البطيخ، والشمام، أو اللبن الرائب.
- فتح الأبواب المُغلقة فإن كان الشخص بخصومة مع شخص آخر عليه بالصلح وترك ما مضى، وفي كلّ الأحوال سيحصل على الأجر الكبير من الله، كونه قد بدأ الصلح علاوة على شعوره بالراحة النفسية، لا سيما إن كانت تلك الخصومة مع شخص عزيز مثل الوالدين، أو أحد الأخوة، والأصدقاء المُقربين.
- الإكثار من الصدقات؛ فالصدقة في كلّ الأوقات تُذهب السيئات، فما بالك لو كان ذلك في شهر الخير والبركة، لذا على المُقتدر الإكثار من الصدقات والحسنات في رمضان، أما غير المُقتدر يمكنه إخراج زكاة رمضان، أو ما يُعرف بزكاة الفطر التي يجب دفعها قبل حلول عيد الفطر الذي يعقب شهر رمضان مباشرة.
- الحرص على سعة الصدر؛ فإذا ما قابل الشخص رجلاً شديد العصبية في رمضان في العمل، أو السوق، أو المسجد، فعليه أن يأخذه بحلمه، وأن يوسع صدره بالتبسم، والمسايرة وتحمل الأذى، فذلك عند الله لأمر عظيم، وهذا يشمل التعامل مع أفراد الأسرة أيضاً، فقد يظن البعض أنّ الانفعال والعصبية مع العائلة لا تشملها الذنوب والسيئات، لذا على الفرد أن يُعامل عائلته في رمضان بصورة حسنة ولينة، وإذا ما غضب أحدهم، عليه بالصبر عليه، ولا ضير بممازحته بعد الفطور، وعتابه بطريقة لطيفة حول ما صدر عنه خلال النهار.
- قراءة القرآن الكريم مع التدبر جيّداً؛ فالعبرة من قراءة القرآن الكريم ليس الحصول على الأجر والثواب فقط، بل التأمل والتدبر في معانيه، والوقوف عند القصص العظيمة التي ضمها في صفحاته الطاهرة، كما أنّ القرآن الكريم وبشهادة عمالقة علم النفس حول العالم، يحمل في طياته قواعد سلوكية جوهرية، مثل الآية الكريمة في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، وتطرح هذه الآية تفسيراً مُذهلاً حول القدرية المرتبطة بخيار الإنسان، فإنّ بدل السوء داخله إلى الخير سواء في قناعاته أم طريقة تفكيره التي حتماً ستظهر جليةً على سلوكياته العملية في الحياة فحتماً الله سيُجازيه خيّراً، ويبارك له في رزقه، ويمنحه السكينة والعزة، ويسانده أينما اتجه.